كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وروي عن الحسن في رواية أخرى أنه قال: لا تعملوا بخلاف الكتاب والسنة.
ثم قال: {واتقوا الله} يعني: اخشوا الله عز وجل فيما يأمركم، وينهاكم، ولا تخالفوا أمر الله ورسوله.
وقوله: {إِنَّ الله سَمِيعٌ عَلِيمٌ} يعني: سميع الدعاء، عليم بخلقه.
ويقال: سميع لقول المستأمنين، عليم بنيات الذين قتلوهما.
وفي الآية بيان رأفة الله عز وجل على عباده، حيث سماهم مؤمنين مع معصيتهم.
فقال: {ذَلِكَ بِأَنَّ الذين كَفَرُواْ} ولم يقل: يا أيها الذين عصوا وقد ذكرنا من قبل أن النداء على ست مراتب، وهذا نداء مدح.
قوله عز وجل: {يا أيها الذين ءامَنُواْ لاَ تَرْفَعُواْ أصواتكم فَوْقَ صَوْتِ النبى} نزلت في وفد بني تميم قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم، وهم سبعون أو ثمانون، منهم الأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر، وعطارد بن الحجاب، وذلك حين قالوا: ائذن لشاعرنا، وخطيبنا في الكلام، فعلت الأصوات، واللغط، فنزلت الآية: {لاَ تَرْفَعُواْ أصواتكم فَوْقَ صَوْتِ النبى} ويقال: نزلت في ثابت بن قيس بن شماس، وكان في أذنه وقر، فكان إذا تكلم، رفع صوته.
ثم قال: {تَجْهَرُواْ لَهُ بالقول كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} يعني: لا تدعوه باسمه، كما يدعو الرجل الرجل منكم باسمه، ولكن عظموه، ووقروه، وقولوا: يا نبي الله، ويا رسول الله.
ثم قال: {أَن تَحْبَطَ أعمالكم وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ} أن ذلك يحبطها.
يعني: إن فعلتم ذلك، فتحبط حسناتكم.
وقال بعضهم: من عمل كبيرة من الكبائر حبط جميع ما عمل من الحسنات واحتج بهذه الآية: {أَن تَحْبَطَ أعمالكم} ولكن نحن نقول: الكبيرة لا تبطل العمل ما لم يكفر، وإنما ذكر هاهنا إبطال العمل، لأن في ذلك استخفافًا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ومن قصد الاستخفاف بالنبي صلى الله عليه وسلم كفر.
فلما نزلت هذه الآية، دخل ثابت بن قيس بيته، وجعل يبكي، ويقول: أنا من أهل النار.
فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فبعث إليه، وقال: «إنَّكَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ بَلْ غَيْرُكَ مِنْ أهْل النَّار».
فقال: يا رسول الله لا أتكلم بعد ذلك إلا سرًا، أو ما كان يشبه السر فنزل: {إِنَّ الذين يَغُضُّونَ أصواتهم عِندَ رَسُولِ الله} صلى الله عليه وسلم روى ثابت عن أنس قال: لما نزل {لاَ تَرْفَعُواْ أصواتكم} وكان ثابت بن قيس رفيع الصوت.
فقال: أنا الذي كنت أرفع صوتي، وحبط عملي.
أنا من أهل النارِ.
وجلس في بيته يبكي، ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبروه بما قال، فقال صلى الله عليه وسلم: «بَلْ هُوَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ».
فقال أنس: لكنا نراه يمشي بين أظهرنا، ونحن نعلم أنه من أهل الجنة.
فلما كان يوم اليمامة، فكان فينا بعض الانكشاف، فجاء ثابت بن قيس وقد تحنط، ولبس كفنه، فقال: بئس ما تعودون أقرانكم، فقاتلهم حتى قتل.
ثم قال: {إِنَّ الذين يَغُضُّونَ أصواتهم عِندَ رَسُولِ الله} {أُوْلَئِكَ الذين امتحن الله قُلُوبَهُمْ للتقوى} يعني: أخلص الله قلوبهم.
ويقال: أصفى الله عز وجل قلوبهم للتقوى من المعصية.
يعني: يجعل قلوبهم موضعًا للتقوى {لَهُم مَّغْفِرَةٌ} لذنوبهم {وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} أي: ثواب وافر في الجنة.
يعني: يجعل ثوابهم في الدنيا أن يخلص قلوبهم للتقوى، وفي الآخرة أجر عظيم.
وقوله عز وجل: {إَنَّ الذين يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الحجرات} فالحجرات جمع الحجرة.
يقال: حجرة وحجرات، مثل ظلمة وظلمات.
وقرئ في الشاذ: {الحجَرات} بنصب الجيم.
وقرأه العامة بالضم.
ومعناهما: واحد.
نزلت الآية في شأن نفر من بني تميم، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أسامة بن زيد، فانتهى إلى قبيلة، وكانت تسمى بني العنبر، فأغار عليهم، وسبى زراريهم، فجاء جماعة منهم ليشتروا أسراهم، أو يفدوهم، فنادوه وكان وقت الظهيرة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في الحجرة.
فنادوه من وراء الحجرة، وكان لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم حجرات.
فلما خرج النبي كلموه في أمر الزراري، فقال لواحد منهم: احكم.
فقال: حكمت أن تخلي نصف الأسارى، وتبيع النصف منا.
ففعل النبي صلى الله عليه وسلم.
فنزلت الآية: {إَنَّ الذين يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الحجرات} {أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حتى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ} لأنهم لو لم ينادوه، لكان يعتقهم كلهم.
وروى معمر عن قتادة أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فناداه من وراء الحجرات، فقال: يا محمد إِنَّ مَدْحِي زَيْن، وإِن شَتْمِي شَيْن، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «وَيْلَكَ ذَلَّكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ».
فَنَزل {إَنَّ الذين يُنَادُونَكَ} الآية.
ثم قال عز وجل: {والله غَفُورٌ} لمن تاب {رَّحِيمٌ} بهم بعد التوبة.
قوله عز وجل: {رَّحِيمٌ يا أيها الذين ءامَنُواْ إِن جَاءكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ} الآية.
نزلت في الوليد بن عقبة بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق ليقبض الصدقات، فخرجوا إليه ليبجلوه، ويعظموه، فخشي منهم، لأنه كان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية.
فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: خرجوا إِليَّ بأسلحتهم، ومنعوا مني الصدقات وأطرحوني وأرادوا قتلي فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث لقتالهم، فجاؤوا إلى المدينة، وقالوا: يا رسول الله لما بلغنا قدوم رسولك، خرجنا نبجله، ونعظمه، فانصرف عنا، فاغتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فعل الوليد بن عقبة، فنزل {رَّحِيمٌ يا أيها الذين ءامَنُواْ إِن جَاءكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ} يعني: بحديث كذب وبخبر كذب {فَتَبَيَّنُواْ} يعني: وتعرفوا ولا تعجلوا {أن} يعني: كيلا تصيبوا {تُصِيببُواْ قَوْمَا بِجَهَالَةٍ} وأنتم لا تعلمون بأمرهم {فَتُصْبِحُواْ} يعني: فتصيروا {على مَا فَعَلْتُمْ نادمين}.
قرأ حمزة، والكسائي: {فَتَثَبَّتُوا} بالثاء.
وقرأ الباقون: {فَتَبَيَّنُواْ} مثل ما في سورة النساء.
ثم قال للمؤمنين رضي الله عنهم: {واعلموا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ الله لَوْ يُطِيعُكُمْ في كَثِيرٍ مّنَ الأمر} يعني: ما أمرتم به، لأن الناس كانوا قد حرضوه على إرسالهم لقتال بني المصطلق، {لَعَنِتُّمْ} يعني: لأثمتم.
وروى أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري أنه قرأ.
هذه الآية: {لَوْ يُطِيعُكُمْ في كَثِيرٍ مّنَ الأمر لَعَنِتُّمْ} يعني: هذا نبيكم، وخياركم {لَوْ يُطِيعُكُمْ في كَثِيرٍ مّنَ الأمر لَعَنِتُّمْ} فكيف بكم اليوم.
ويقال: {لَعَنِتُّمْ} أي: لهلكتم.
وأصله من عنت البعير إذا انكسرت رجله.
ثم ذكر لهم النعم فقال: {ولكن الله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الايمان} يعني: جعل حب الإيمان في قلوبكم {وَزَيَّنَهُ في قُلُوبِكُمْ} يعني: حسنه للثواب الذي وعدكم.
ويقال: دلكم عليه بالحجج القاطعة.
ويقال: زينه في قلوبكم بتوفيقه إياكم لقبوله {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الكفر والفسوق والعصيان} يعني: بغض إليكم المعاصي، والكفر لما بينه من العقوبة.
ثم قال: {أُوْلَئِكَ هُمُ الرشدون} يعني: المهتدون.
فذكر أول الآية على وجه المخاطبة، وآخر الآية بالمغايبة.
ثم قال: {أُوْلَئِكَ هُمُ الرشدون} ليعلم أن جميع من كان حاله هكذا، فقد دخل في هذا المدح.
وفي الآية دليل أن من كان مؤمنًا، فإنه لا يحب الفسوق والمعصية، لأن الله تعالى قال: {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الكفر والفسوق والعصيان} والمؤمن إذا ابتلي بالمعصية، فإن شهوته وغفلته تحمله على ذلك، لا لحبه للمعصية.
ثم قال: أي ذلك التحبيب والتبغيض {فَضْلًا مّنَ الله وَنِعْمَةً} يعني: كان الإيمان الذي حببه إليكم، والكفر الذي بغضه إليكم، كان {فَضْلًا مّنَ الله وَنِعْمَةً} يعني: رحمة {والله عَلِيمٌ} بخلقه {حَكِيمٌ} في أمره وقضائه.
قوله عز وجل: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المؤمنين اقتتلوا فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا} وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الأنصار ليكلمهم في أمر من الأمور وهو على حماره، فبال الحمار وهو راكب عليه يكلم الأنصار.
فقال عبد الله بن أُبيّ المنافق: خل للناس سبيل الريح من نتن هذا الحمار، ثم قال: أف.
وأمسك على أنفه فشق على النبي صلى الله عليه وسلم قوله، فانصرف عبد الله بن رواحة.
فقال: اتقوا هذا لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لبوله أطيب ريحًا منك.
فاقتتلا فاجتمع قوم ابن رواحة وهم الأوس، وقوم عبد الله بن أبي وهم الخزرج، فكان بينهم ضرب النعال، والأيدي، والسعف، ورجع النبي صلى الله عليه وسلم فأصلح بينهم.
فأنزل الله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المؤمنين اقتتلوا فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا} بالعدل فكره بعضهم الصلح، فأنزل قوله: {فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا على الاخرى} يعني: استطالت فلم ترجع إلى الصُّلح {فقاتلوا التي تَبْغِى} يعني: تظلم {حتى تَفِيء إلى أَمْرِ الله} يعني: ترجع إلى ما أمر الله عز وجل.
وروى أسباط عن السدي قال: كانت امرأة من الأنصار يقال لها أم زيد، فأبغضت زوجها، وأرادت أن تلحق بأهلها، وكان قد جعلها في غرفة له، وأمر أهله أن يحفظوها، وخرج إلى حاجة له، فأرسلت إلى أهلها، فجاء ناس من أهلها، وأرادوا أن يذهبوا بها، فاقتتلوا بالنعال، والتلاطم.
فنزل قوله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المؤمنين اقتتلوا} الآية.
ثم صارت الآية عامة في جميع المسلمين.
إذا اقتتل فريقان من المسلمين، وجب على المؤمنين الإصلاح بين الفريقين.
فإن ظهر أن أحد الفريقين ظالم، فإنه يقاتل ذلك الفريق حتى يرجع إلى حكم الله.
ثم قال: {فَإِن فَاءتْ} يعني: رجعت إلى الصلح {فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بالعدل} يعني: بالحق {وَأَقْسِطُواْ} يعني: اعدلوا بين الفريقين، ولا تميلوا {إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين} يعني: العادلين.
ثم قال عز وجل: {إِنَّمَا المؤمنون إِخْوَةٌ} يعني: كالأخوة في التعاون لأنهم على دين واحد.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المُؤْمِنَ للمُؤْمِن كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعضُهُ بَعْضًا» وَرُوي عنه أنه قال: «المُؤْمِنُونَ كَعُضْوٍ وَاحِدٍ إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ تَدَاعَى سَائِر الأَعْضَاءِ إِلَى الحُمَّى وَالسَّهَرِ».
ثم قال: {فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} يعني: الفريقين من المؤمنين مثل الأوس والخزرج.
{فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} قرأ ابن سيرين: {إِخْوَانِكُم} بالنون.
وقرأ يعقوب الحضرمي: {بَيْنَ إِخْوَتِكُمْ} بالتاء.
يعني: جمع الأخ.
وقراءة العامة {أَخَوَيْكُمْ} بالياء على تثنية الأخ.
يعني: بين كل أخوين.
ثم قال: {واتقوا الله لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} يعني: اخشوا الله عز وجل، ولا تعصوه، لكي ترحموا، فلا تعذبوا.
قوله عز وجل: {تُرْحَمُونَ يا أيها الذين ءامَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مّن قَوْمٍ} يعني: لا يستهزئ الرجل من أخيه.
وقال بعضهم: الآية نزلت في ثابت بن قيس، حيث عيّر الذي لم يوسع له في المكان، وقال بعضهم: الآية نزلت في الذين ينادونه من وراء الحجرات.
استهزؤوا من ضعفاء المسلمين، {عسى أَن يَكُونُواْ خَيْرًا مّنْهُمْ} يعني: أفضل منهم، وأكرم على الله تعالى {وَلاَ نِسَاء مّن نّسَاء} يعني: لا تستهزئ امرأة من امرأة، وذلك أن عائشة رضي الله عنها قالت: إن أم سلمة جميلة لولا أنها قصيرة {عسى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مّنْهُنَّ} يعني: أفضل.
ثم صارت الآية عامة في الرجال والنساء، فلا يجوز أحد أن يسخر من صاحبه، أو من أحد من خلق الله تعالى.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: البلاء موكل بالقول لو سخرت من كلب خشيت أن أكون مثله.
ثم قال: {وَلاَ تَلْمِزُواْ أَنفُسَكُمْ} يعني: لا يطعن بعضكم بعضًا.
وقال القتبي: ولا تغتابوا إخوانكم من المسلمين لأنهم كأنفسكم كما قال: {لولا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المؤمنون والمؤمنات بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقالواْ هاذآ إِفْكٌ مُّبِينٌ} [النور: 12].
يعني: بأمثالهم.
ثم قال: {وَلاَ تَنَابَزُواْ بالالقاب} يعني: لا تسموا باللقب.
وقال محمد بن كعب القرظي: هو الرجل يكون على دين من الأديان، فيسلم، فيدعونه بدينه الأول: يا يهودي، ويا نصراني.
ويقال: لا تعيروا المسلم بالملة التي كان عليها، ولا تسموه بغير دين الإسلام.
وقال أهل اللغة: الألقاب والأنباز واحد.
ومنه قيل في الحديث: «قومٌ نَبْزُهُمُ الرَّافِضَةُ» أي: لقبهم {وَلاَ تَنَابَزُواْ بالالقاب} أي: لا تداعوا بها.
ويقال: هو اللقب الذي يكرهه الرجل.
يعني: أنه ينبغي للمؤمن أن يخاطب أخاه بأحب الأسماء إليه.
وقرأ بعضهم {وَلاَ تَلْمِزُواْ} بضم الميم.
وقراءة العامة: بالكسر، وهما لغتان.
يقال: لمز فلان فلانًا، يلمز ويلمزه إذا عابه.
وذكر في التفسير أن الآية نزلت في مالك بن أبي مالك، وعبد الله بن أبي حدرد، وذلك أن أبا مالك كان على المقاسم.
فقال لعبد الله بن أبي حدرد الأسلمي: يا أعرابي.
فقال له عبد الله: يا يهودي.
فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخلا عليه، حتى تظهر توبتهما، فنزل {بِئْسَ الاسم الفسوق بَعْدَ الايمان} يعني: بئس التسمية لإخوانكم بالكفر وهم مؤمنون {وَمَن لَّمْ يَتُبْ} من قوله: {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظالمون} فأوثقا أنفسهما حتى قبلت توبتهما.
قوله عز وجل: {الظالمون يا أيها الذين ءامَنُواْ اجتنبوا كَثِيرًا مّنَ الظن} يعني: لا تحققوا الظن {إِنَّ بَعْضَ الظن إِثْمٌ} يعني: معصية أي: إِنَّ ظن السوء بالمسلم معصية.